بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن تيمية -رحمه الله-:
(( فإن {قُل هُو اللهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، إذ كان القرآن باعتبار معانيه ثلاثة أثلاث:
ثلث توحيد، وثلث قصص، وثلث أمر ونهي؛ لأن القرآن كلام الله.
والكلام: إما إنشاء، وإما إخبار .
والإخبار: إما عن الخالق، وإما عن المخلوق.
والإنشاء: أمر، ونهي، وإباحة.
فـ {قُل هُو اللهُ أَحَد}: فيها ثلث التوحيد، الذي هو خبر عن الخالق .
وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: " {قُل هُو اللهُ أَحَد} تعدل ثلث القرآن" .
وعدل الشيء -بالفتح-: يكون ما سواه من غير جنسه؛ كما قال تعالى: {أو عَدْلُ ذَلكَ صيامًا} .
وذلك يقتضي: أن له من الثواب ما يساوي الثلث في القَدر، ولا يكون مثله في الصفة، كمَن معه ألف دينار وآخر معه يعدلها من الفضة والنحاس وغيرهما.
ولهذا يحتاج إلى سائر القرآن، ولا تغني عنه هذه السورة -مطلقًا-، كما يحتاج من معه نوع من المال إلى سائر الأنواع، إذ كان العبد محتاجًا إلى الأمر والنهي والقصص )).
[اقتضاء الصراط المستقيم، ص: 570ـ571].